اعمار سوريا يبدأ من بيروت
الثلاثاء 3 رمضان 1435, بقلم
كل اصدارات هذا المقال:
ختم الاخضر الابراهيمي الموفد الخاص للامم المتحدة وللجامعة العربية الى سوريا مهمته باستقالة تلاها كلام اراده نقطة على الحرف.
فالديبلوماسي الجزائري لم يكن ذاك الوسيط الذي ارضى دمشق التي طالما عكست تصريحاتها نفوراً من تصرفاته وتجاوزاته لمهمته، ليس آخرها ما جاء على لسانه قبيل استقالته من ان اجراء الانتخابات الرئاسية السورية سيبعد البلاد اكثر فاكثر عن قطار الحل السياسي.
كما انه عبّر عما لم تسمح له مهمته الرسمية بقوله عن العقدة الاساس في الحرب السورية وهي تهافت الغرب وبعض العرب وتركيا على تسليح المعارضة السورية ودفع سوريا نحو بحر من الدم.
قال في حديث اجرته معه مجلة «در شبيغل» الالمانية «ظنّوا ان الرئيس بشار الاسد سيسقط سريعاً فدعموا الحرب عليه».
واضاف «ان سوريا تتجه لأن تصبح دولة فاشلة يديرها زعماء ميليشيات على غرار الصومال» واعتبر «انه بدون تضافر المساعي للتوصل الى حل سياسي للحرب الاهلية في سوريا فهناك خطر جدي لأن تنفجر المنطقة باسرها» وشدد على «ان الصراع لن يبقى داخل سوريا فقط بل قد يتمدد الى ما هو ابعد منها وعنها».
الآن، وبعد اتمام الانتخابات الرئاسية بالتصويت الشعبي، وهو الاول من نوعه منذ عقود، وفوز الرئيس بشار الاسد بنجاح اذهل مواليه ومعارضيه على حد سواء، ازدادت الاسئلة في اوساط المتابعين منذ بدء الاحداث الى اليوم، وكان التساؤل الابرز على هامش الاقبال يوم الانتخاب وما شهده: هل انتصر بشار ام ماذا؟
منذ فترة ليست بالبعيدة كان معارضو بشار الاسد يحسبون ان امره قد انتهى، خصوصاً بعدما شاعت في بيوتات زعامات لبنانية كانت تتردد باستمرار على جده والرياض، رهانات الامير السعودي بندر بن سلطان، مع من كان يلتقيهم في جلساته المسائية، التي كانت تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل من «ان غداً سيأتينا خبره» مستطرداً و«ان لم يكن غداً فبعد غد بكل تأكيد»... ومرت ايام واسابيع واشهر والرهان على حاله والكلام عنه على اشده حسماً وحماساً.
ففي صيف عام ٢٠١٢ لم يكن مقاتلو المعارضة على ابواب دمشق فحسب بل كانوا داخل العاصمة نفسها يتصيدون قوات الاسد المنهكة.
كانت حكومته فقدت سيطرتها على اجزاء كبيرة من الاراضي السورية ومجموعة من المدن الاستراتيجية، وكان عدد صغير من وحدات الجيش الموالي له والمدربة تدريباً جيداً تتبادل مواقعها في مختلف انحاء البلاد في محاولة مرهقة لصد تقدم قوات المعارضة على جبهات عدة.
لكن هذا الحال تبدل تماماً.
فالآن حتى والولايات المتحدة تسعى لزيادة مساعداتها للمعارضة المعتدلة وتدريب مقاتليها لمقاتلة قوات الاسد، يسلم مسؤولون اميركيون بصفة غير رسمية بأن الاسد لن يرحل قريباً.
وبفضل سلسلة من الانتصارات على مدار العام الاخير، تحقق بدعم من ايران و«حزب الله» ثم انتخاب الاسد رئيساً لفترة ثالثة مدتها سبع سنوات. وخاض هذه الانتخابات بصفة رمزية منافسان اختيرا لاداء ادوار محددة. وهكذا تؤكد سوريا القديمة ذاتها من جديد ففي القلب دولة امنية تديرها عائلة الاسد وحلفاؤها العلويون وشركاء مختارون من اقليات اخرى ومن الاغلبية السنية. اما الاسد نفسه الذي توارى عن الانظار، ولم يظهر علناً سوى في مناسبات نادرة، وقد بدا عليه التوتر والاجهاد، فعاد للظهور وقد بدا مسترخياً واثقاً في مناسبات عدة خلال الحملة الانتخابية مع زوجته اسماء وفي يوم الانتخاب.
وعندما يتحدث الاسد، فهو ينطق بنبرة فيها احساس بالنصر على معارضيه، واحساس بأن المد انقلب لصالحه في الازمة التي بدأت بانتفاضة شعبية على حكمه.
وعلى رغم سقوط اكثر من ١٦٠ ألف قتيل، ونزوح نحو عشرة ملايين سوري عن ديارهم، وتدمير مدن مثل حمص وحلب وما لحق بالبنية التحتية والاقتصاد من دمار كبير، فان الاسد يعلن ان سوريا ستعود الى سابق عهدها.
وخلال زيارة الى مدينة معلولا المسيحية القديمة يوم عيد القيامة بعد ان عاود مقاتلو المعارضة الاستيلاء عليها قال الاسد لجنوده ان السوريين سيبقوا صامدين، وسوف يعيدون الامن لسوريا، ويهزمون الارهاب، وان سوريا ستعود الى ما كانت عليه. وقال في زيارة لمدينة عين التينة القريبة ان المعركة ربما تكون طويلة: «لكننا لسنا خائفين». وأكد انه مهما كان حجم الدمار فان الحكومة ستعيد بناء ما دمر بأفضل مما كان عليه.
وبلغت به الثقة حداً جعله يفكر في استعادة البلاد كلها بعد الانتخابات الرئاسية، على حد قول حليف سياسي لبناني يراه بصورة منتظمة.
وبعد استعادة السيطرة على سلسلة من المدن تمتد على خط رئيسي من شمال البلاد الى جنوبها واحكام قبضته على الساحل المطل على البحر المتوسط وقلب البلاد العلوي وابعاد مقاتلي المعارضة عن الحدود اللبنانية اصبح الاسد يفكر في شن هجوم جديد على حلب قبل ان يواصل المسيرة شمالاً حتى الحدود مع تركيا. ويقول الحليف اللبناني انه سيترك اجزاء من شرق سوريا تربطها صلات بالتمرد الذي يشهده غرب العراق تحت سيطرة جهاديين مرتبطين بتنظيم «القاعدة»، وهو ما يتفق مع قول الاسد انه يقاتل ارهابيين يستلهمون فكراً اجنبياً.
وسيرسل ذلك ايضاً تحذيراً للقوى الغربية والعربية التي تؤيد المعارضة المعتدلة خلاصته ان التخلص من الاسد سيفتح الباب امام متطرفين من السنّة. ويسلم ديبلوماسيون على صلة وثيقة بالاسد بأن جزءاً من استراتيجيته كان يتمثل في التغاضي عن وجود تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المعروف باسم «داعش» الذي يقوده جهاديون اجانب ويقاتل المعارضة المعتدلة التي كانت اول من ثار على حكم الاسد. وقال ديبلوماسي عربي: «هذه استراتيجية منطقية. فلماذا تهاجم الدولة الاسلامية في العراق والشام اذا كانت تهاجم عدوك؟»
لكن الحليف اللبناني يتنبأ بأن الاسد سيستعيد الشرق في نهاية المطاف مستشهداً بالحملة الدموية الطويلة التي خاضتها الجزائر للقضاء على تمرد الاسلاميين في التسعينات.
واضاف: «سيستغرق ذلك وقتاً لكن الجزائر استمرت سبع او ثماني سنوات حتى استطاعت الحكومة تطهير البلاد واستعادة السيطرة».
وعلى رغم ما في هذا السيناريو من اغراءات للمعسكر المؤيد للاسد، فقد نجا الرئيس السوري من السقوط بفضل وجود حلفاء اجانب اقوياء يتمثلون في ايران و«حزب الله» وميليشيات عراقية دربها الايرانيون على الارض وبفضل وجود روسيا والصين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وكان تدخل هذه الاطراف حاسماً في وقت عكس فيه اداء الاميركيين والاوروبيين والعرب غياب الحسم عن قوات المعارضة السورية.
ويقول فواز جرجس الخبير في شؤون الشرق الاوسط بكلية الاقتصاد في جامعة لندن: «الاسد لم ينتصر. الاسد نجا. الفرق كبير بين النجاة من عاصفة عنيفة وبين هزيمة المعارضة».
ويضيف ان الاسد «يبين في خطابه وفي مظهره ثقة اكبر كثيراً، فهو يبدو اكثر ارتياحاً ويتحدث بلغة النصر. الحقيقة ان «القاعدة» اضرت بالمعارضة ودعمت الاسد».
وتابع: «لكن المعارضة في الواقع مقسمة وليست مهزومة. لديك ما بين ٧٠ الف و١٠٠ الف مقاتل وعلينا ان ننتظر لمعرفة كيف ستلعب المعارضة والولايات المتحدة والقوى الغربية والحلفاء الاقليميين اوراقهم».
ويقول الصحافي البريطاني روبرت فيسك الخبير في الشؤون السورية الذي تنبأ من البداية بصراع طويل ان الاسد كسب «النصف الاول» من الصراع. واضاف، ان هذا الانتصار تحقق بثمن باهظ وان الميزان الآن يميل لصالح الاسد والجانب الايراني لكنه اكد ان الاسد لن يتمكن من كسب الحرب عموماً.
ويقول ديبلوماسيون غربيون انه في حين ان هناك مؤشرات على ان الولايات المتحدة وحلفاءها بدأوا يقلقون بفعل صحوة «القاعدة» في سوريا اكثر من حرصهم على رحيل الاسد فان هناك دلائل ايضاً على ان الولايات المتحدة تشجع السعودية على تزويد وحدات مختارة من مقاتلي المعارضة باسلحة متطورة مضادة للدبابات، وتشجع قطر على تطوير مهارات المعارضة بالتدريب العسكري.
وفي الشهر الماضي، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يواجه انتقادات بأنه كان سلبياً وغير حاسم فيما يتعلق بسوريا انه سيعمل مع الكونغرس «لزيادة الدعم لمن يمثلون في المعارضة السورية افضل بديل للارهابيين والحكام المستبدين».
وبينما يتدبر اوباما والكونغرس التطورات يظل الخوف المهيمن غياب بديل يتمتع بالمصداقية لتولي السلطة من الاسد الذي حكمت عائلته سوريا على مدى ٤٠ عاماً بقبضة حديدية. والبديل كما يرون قد يكون ان تسلك البلاد التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة طريقاً مماثلاً للعراق او ليبيا.
وفي الداخل، فان الاسد مغرم بابلاغ المراسلين الاجانب انه وزوجته ما زالا يتحركان في دمشق بحرية ومن دون حراسة شخصية. لكن بعض سكان العاصمة يقولون ان ذلك لم يحدث منذ بدأت الانتفاضة في آذار / مارس ٢٠١١.
ويضيفون ان اجراءات الامن التي تحيط بتحركات الاسد مشددة لدرجة انه لا يتضح في المراسم الرسمية ان كانت اللقطات مصورة في اليوم عينه أم في يوم سابق. ولاحظ احد المراقبين ان الاسد لا يبلغ حراسه مسبقاً بتحركاته. واضاف «يظهر فجأة ويجرون خلفه لاتباع اوامر الحركة».
يروي سكان يعيشون في المنطقة التي يقيم فيها الاسد في مقر اقامته الخاص في دمشق ان قذائف المورتر تسقط بصفة دائمة قريباً من بيته.
وخلال قصف بالمورتر في الآونة الاخيرة اقترب من بيته لدرجة غير معتادة يقول جيران انهم شاهدوا سيارات بزجاج اسود تنطلق من الطابق السفلي. وقال احد السكان: «حدث الامر بسرعة تكاد تكون لحظية. سمعنا انفجار المورتر. اهتزت نوافذنا وما ان سرت حتى النافذة حتى رأيت ما يحدث. رأيت ربما عشر سيارات تغادر مقره واحدة بعد الاخرى وكلها بسرعة كبيرة».
ويقول سوريون يعيشون على امتداد الساحل السوري ان الاسد واسرته لم يزوروا مقرهم الصيفي منذ عامين على الاقل.
يضيف ديبلوماسيون غربيون انه بعد مرور عام على الانتفاضة «لا بد ان الاسد تلقى نصيحة من اصدقائه ألا يغادر دمشق لأنها الجائزة الكبرى التي تسعى وراءها المعارضة».
وفي ظل كل السيناريوات، يؤكد الخبراء ان الحل العسكري لعزل الاسد مستبعد وانه اذا لم يتعرض للاغتيال فان السبيل الوحيد لنظام ما بعد الاسد في الاجل الطويل هو التوصل لاتفاق نووي بين ايران والقوى العالمية بدأ العمل عليه اميركياً واوروبياً. وقال ديبلوماسي عربي: «هو باق حتى يطلق احد رصاصة على رأسه او حتى تتغير المعادلة الاقليمية وهذا لن يحدث حتى يتم التوصل الى اتفاق نووي». وذكر ديبلوماسي آخر تربطه صلة وثيقة بالاسد ان الرئيس البالغ من العمر ٤٨ عاماً هو رجل اللحظة لكنه ليس رجل المستقبل. واضاف: «ليس كاملاً لكنه قد يكون اكثر مرونة في القضايا الانسانية. بالاضافة الى ذلك فلن يظل موجوداً الى الابد وستتحرك سوريا في نهاية الامر للامام. لكنه في الوقت الحالي افضل الخيارين».
غير ان الموالين له من اصحاب الولاء الشديد الذين تربطهم صلات وثيقة بايران يعتقدون بأن طهران لن تتخلى عن الصديق التي يمثل التحالف معه جسراً برياً حيوياً يمنح ايران سهولة الاتصال بحزب الله في لبنان. على صعيد آخر، يبدو ان القرار الدولي باعادة الاستقرار الى لبنان، ووضع حد للتدهور الامني الناتج عن الخلاف السياسي الداخلي والازمة السورية، لم يُتخذ محبة باللبنانيين ورأفة بالمصاعب والازمات التي تواجههم، وانما لهذا القرار الجيوسياسي والاستراتيجي ابعاد اقتصادية ومصالح تتصل بصفقات حول اعادة اعمار سوريا بدأت تُكتب بنودها منذ اشهر.
اليوم عادت الى الواجهة اهمية جعل لبنان ساحة مستقرة لتُشكل منصة اساسية للشركات العربية والاجنبية لادارة اعادة اعمار سوريا بعد انتهاء الحرب. فلبنان الذي مر منذ العام ٢٠٠٥ وحتى مطلع السنة الجارية بخضات امنية كبيرة وعديدة يبدو وكأنه بسحر ساحر تحول البلد الاكثر اماناً في منطقة تشهد اضطرابات من دون توقف.
القرار الدولي قد اتخذ... «اعادة الاستقرار الى لبنان وجعله مركز كبرى الشركات لاعادة اعمار سوريا». بهذه العبارات تختصر مصادر ديبلوماسية اهم اسباب اعادة الاستقرار الى لبنان، فصفقات كبرى الشركات لاعادة اعمار سوريا بدأت تبرم في الكواليس ومقر ادارة هذه العملية سيتم من لبنان.
وفي هذا السياق، تضيف المصادر، ان الشركات اختارت لبنان لموقعه الجغرافي المتميز عن بلدان الجوار السوري وقربه من البحر ومرافئه العديدة والقريب من الحدود السورية )لمرفأ طرابلس دور مهم في استقبال البواخر بفضل عمقه وطاقة استيعابه بالاضافة الى مرفأ بيروت الذي لطالما كان مركز الانطلاق من المتوسط الى الدول العربية وتحديداً سوريا( مما يسهل عملية نقل مواد البناء والمعدات واليد العاملة، بالاضافة الى طرقه التي تربط الساحل اللبناني بالداخل السوري. ويضاف الى ذلك، تمتع لبنان بكل المؤهلات والخبرات الخاصة باعادة اعمار ما تدمره الحروب، فهو شهد خلال اعوام عملية اعمار شاملة بعد الحرب التي عصفت به لسنوات ومن هنا سيكون من المهم لدمشق ان تستفيد من خبرة البلد الجار في كيفية ادارة مرحلة اعادة الاعمار.
تؤكد المعلومات ان الشركات الخليجية والاجنبية اعدت العدة وتنتظر كلمة السر لبدء عملية اعادة اعمار بعض مناطق سوريا على رغم استمرار الاشتباكات. وبالفعل، وبحسب مصادر متابعة للملف، بدأ العديد من شركات المقاولات العربية والاجنبية وضع الدراسات والاقتراحات للدخول في اولى المناقصات التي سيتم الاعلان عنها في الاشهر المقبلة لاعادة اعمار بعض المناطق، في وقت تؤكد هذه المصادر ان هذه الشركات باتت تبحث عن مقر لها في لبنان، وتحديداً بين بيروت والبقاع، لادارة هذه العملية مما يبرر بعض من جوانب القرار الدولي الخاص باعادة الاستقرار الى لبنان.
وايضاً، للدول الاوروبية مصلحة في ان يكون لبنان في الفترة المقبلة مستقراً امنياً وسياسياً. فالشركات الاوروبية العاملة بمجال الانشاء والمقاولات يهمها جداً الانخراط في عملية اعادة اعمار سوريا والفوز بالعدد الاكبر من الصفقات. فهذه الشركات دفعت ثمن ازمة الديون السيادية في الاعوام الماضية وعانت ما عانته من تدهور في حجم اعمالها وارباحها وهي اليوم تبحث عن اي مشروع قد يعوّض لها ما خسرته، فكيف لو تحول هذا المشروع الى مشاريع في دولة انهكتها الحرب واعادة اعمارها ستكلفها المليارات وسنوات من العمل؟ بالطبع لهذه الشركات مصالح كبيرة في سوريا ما بعد الحرب. واختيار هذه الشركات للبنان كمركز لاطلاق اعمالها ونشاطها في سوريا تعتبره هذه المصادر مهم جداً لكون هذا البلد المتوسطي يملك خصائص تميزه عن الاردن وتركيا والعراق )هي الدول التي لديها حدود مشتركة مع سوريا(. فالوضع الامني المتدهور في العراق والتدهور في العلاقات السياسية بين انقره ودمشق وافتقار الاردن الى البنية التحتية اللازمة لادارة مرحلة اعادة الاعمار كلها عوامل تصبح في مصلحة لبنان لاستقطاب هذه الشركات.
وايضاً الشركات العربية وتحديداً الخليجية منها بدأت باعداد ماكينة العمل للدخول في عملية اعادة اعمار سوريا ومنها الشركات السعودية والقطرية والاماراتية والكويتية، ومن هنا بدأت بعض هذه الشركات ارسال موفدين الى لبنان في الاشهر الماضية بحسب المعلومات لوضع دراسات معمقة حول كيفية اعادة الاعمار ومستلزمات العملية. وتشير المعلومات الى ان لبنان سيشهد في الاشهر القليلة المقبلة مؤتمراً خاصاً حول اعادة اعمار سوريا يجمع رجال الاعمال الخليجيين والاجانب وكبرى شركات المقاولات، والمصارف، وشركات التأمين، وعدد من الخبراء، لوضع تصور لكيفية اشراك كل القطاعات اللبنانية والعربية والاجنبية بعملية اعادة الاعمار. وايضاً، من المتوقع ان يُعلن منتصف الربع الرابع من السنة الجارية عن انشاء عدد من الشركات اللبنانية الخليجية وتحديداً شركات لبنانية سعودية تتشارك في عملية الاعمار التي يقدر ان تناهز كلفتها الـ٢٠٠ مليار دولار.
الديبلوماسي، العدد رقم ١٤١ - حزيران / يونيو ٢٠١٤.